لا صوت يعلو فوق صوت الملعقة!


لا صوت يعلو فوق صوت الملعقة!
     تعودنا خلال الشهر الكريم أن نتحول إلى (مساعير) فور سماع صوت مدفع الإفطار الشهير، طاعنين الصوم الموقر في مقتل، مستخدمين أسلحة (دمار شامل) من ملاعق و شوك و سكاكين! و تظهر الشراسة على وجوه القناصين، الذين يشمرون عن سواعدهم و نيتهم (طين)!، كل منهم يتأهب لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في معدته المطاطية ليكون من الفائزين! و يحتدم الصراع غير المتكافئ بيننا و بين دجاجة مشوية، أو في الزيت مقلية، و لا يثير شفقتنا كونها مخلية، و لا يبرر هجومنا كونها محشية بالفريك و كأنه ديناميت!؛ فهي مسلوبة الإرادة و معدومة الحيلة، أمام عيون جريئة لا تغض بصرها عن سفورها و عريها، و هو تحرش غذائي صريح، (تتفسخ) خلاله الضحية إلى أكثر من مناب، تتلقفه مخالب و أنياب العباد، و لسان حال الجميع ينطق بالفم الجوعان (أكلك منين يا بطة)!
     و يبدأ الالتهام في صمت تام، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الملعقة، و الرقع في الحلل و الأطباق!، و لا كلام على طعام تطبيقاً للمثل الشهير (وقت البطون تتوه العقول، و ينعقد اللسان)! و حيث أن المعدة بيت الداء، فإن الصورة التي نشارك فيها جميعاً تنطق بالفم الملآن (أكلني النهارده و موتني بكرة) أو (دكر بط في البطن خير من فيل في المنديل)! فمتى نستطيع تهذيب سلوكنا الوحشي الشرس؟... الإجابة على ما يبدو ستكون: في المشمشية!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم بتاريخ 3/9/2009