كان
عيداً... فهل عاد؟!
عندما
تنسمت عبير العيد؛ خشيت أن يحتفي به البشر كالمعتاد بأساليب الجفاء، هذا الجفاء
الذي جعل الإخوة و الأصدقاء يكتفون بالتبريكات و التهاني من خلال رسائل المحمول
النمطية، المتبادلة على الطريقة التجارية (خذ و هات)، و خلينا بعيد أسلم!... لتحل
مظاهر العزلة و الابتعاد، محل مشاعر الألفة و التواد!.
لقد أضحى شعار الأعياد بيت الحكمة الشهير:
عيد بأي حال عدت يا عيد *** بـما مضى أم بأمر فيك تـجديد؟... و قبل أن تطير من رأسي
الفكرة، كما طارت من جيبي النقود، ومن بيتي البركة، ومن دكاني الزبائن، ومن قلبي الفرحة،
ومن عمري اللحظة، و من ولدى الهدوء، و من عقلي الذكاء و الفطنة... أعود إلى ما
بدأناه من شعور بالمعاناة لما آلت إليه أحوال أعيادنا؛ فقد ربط البعض بطريقة
تعسفية بين الأعياد و الألعاب النارية، حتى تحول الابتهاج إلى إزعاج يدعو إلى
الفرار، و يأتى انعكاساً لمناخ عدم الاستقرار، الذي يصنعه الكبار بحروبهم البغيضة
و نزاعاتهم العنصرية و الطائفية!. حتى أدمت عيوننا مشاهد عراقيين و عراقيات و فلسطينيين
و فلسطينيات، و هم يتوجهون للاحتفاء بالعيد مع أحبائهم الراحلين من آباء و أزواج و
أبناء في القبور التى تعج بالضحايا الأبرياء!.
فهل يعود العيد سعيداً مبهجاً كما كان؟ و هل
يحل الأمل و ثقافة الحياة محل الألم و اجترار الحزن و المعاناة؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم
بتاريخ ٢٧/ ٩/ ٢٠٠٩