الإعلام
مهنة البحث عن العدالة
لا
شك أن العلاقة جد وثيقة بين القضاء و الإعلام، فكلاهما معني بتتبع الحقيقة و محاولة
إظهارها، و كشف الممارسات الخاطئة و التصدي لها، سعياً وراء تحقيق العدالة
المنشودة... فإذا كان الإعلام أداة توعية و اتصال جماهيري، فإن القضاء هو حامي حمى
الحريات، و منها حرية التعبير عن الرأي التي يمثلها الإعلام ذاته.
غير أن حميمية هذه العلاقة تتطلب من آن إلى
آخر تعزيزاً و توثيقاً؛ بغية توسيع مجال التوعية القانونية لدى المواطن الذي ينبغي
أن يدرك حقوقه و واجباته... و فى ظل هذا الحراك الإيجابي الذس يحياه المجتمع الآن،
يواكب استقلال القضاء حرية إعلام، و ما يدور من نقاش جدي مثمر حول ضرورة التزام
الإعلام بالموضوعية و الحرص على هيبة القضاء، يكمله التزام القضاء بالشفافية و إتاحة
المعلومات.
إن سيادة القانون هدفها تحقيق العدل و صون
الحريات و من هنا يفرض القانون قدسيته و احترام الأحكام من الجميع... فإذا كان
للإعلام دوره المهم في توعية المجتمع و التصدي للسلبيات و التجاوزات، فإن الكلمة
لها قدسيتها أيضاً، و هى تفرض على صاحبها ألا يحيد عن دوره، و ألا يعتمد أسلوب
الإثارة أو التشكيك حرصاً على سلامة و أمن المجتمع.
إن تلك المصافحة التي تتم بين
القضاء و الإعلام هي نموذج يجب أن يُحتذى في مجالات الحياة الأخرى: بين التعليم و العمل،
و بين الصحة و التجارة... إلخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم
بتاريخ 29/5/2009