لماذا تكتب؟!


لماذا تكتب؟!
     تتباين الإجابات من كاتب إلى آخر؛ البعض يكتب طمعًا في الشهرة، التي لا ينالها إلا بعد وفاته!، و البعض الآخر يكتب رغبة في التشهير!، البعض يكتب حتى لا يُنسى، و البعض الآخر ينسى ما يكتب، البعض يكتب ليأكل، و البعض الآخر يكتب فيؤكل... و قد يكتب البعض طمعًا في ثروة؛ فينفقها في رحلات علاج، و قد يكتب البعض تعبيرًا عن موهبة و إبداع؛ فلا ينال منها غير الفقر و الخذلان و الضياع... و من عجب أن يتناقض الكاتب في أحيان مع ما يدونه من آراء و ما يروج له من أفكار؛ فتراه يكتب مطالبًا بضرورة التغيير، و هو ثابت على حاله!...
(قل لى «لماذا تكتب» أقل لك من أنت): تلك العبارة البليغة تدفعنا لاستقراء إجابات كبار الكتاب لعلنا نستطيع تحليل شخصياتهم و معرفة دواخلهم من خلال إجاباتهم عن هذا السؤال اللغز:
* رفائيل ألبرتي الإسباني: «أنا كاتب من أجل السلام».
* إيزاك أزيموف الأمريكي: «الكتابة عندي أشبه بالتنفس».
* الأديب الإيطالي ألبرتو مورافيا: «أكتب حتى أفهم سر اندفاعي إلى الكتابة».
* الأديب النمساوي بيتر هانكه: «ربما أجد الجواب غدا»!.
* الأديب الأمريكي أرسكين كالدويل: «أكتب... ربما تعبيرًا عن الرغبة الكامنة في كل إنسان في أن يخلف وراءه أثراً».
* الأديب البرازيلي جورج أمادو: «أكتب لكي يقرأني الآخرون، و لكى أؤثر فيهم، و من ثم أستطيع المشاركة في تغيير واقع بلادي و حمل راية الأمل و الكفاح».
* الأديب الصيني باجين: «أمارس الأدب لكي أغير حياتي و بيئتي و عالمي الفكري».
* لورنس داريل: «أكتب لأراقب ذاتي».
* جورج سيمنون: «أكتب لأني حين لا أفعل أشعر بالضيق».
* توفيق الحكيم: «أنا لا أكتب إلا لهدف واحد هو دفع القارئ للتفكير، و بعد مئة كتاب؛ أعتقد أن أعمالي غير مجدية»!.
* نجيب محفوظ: «رغبتى في أن أكون مهمًا، و فى أن أظهر للآخر المبادئ التي يتم العمل بها خلال بحث ما، و في أن أكون مقروءاً... لكني ما عدت أميز بين الكتابة و الحياة».
* يوسف إدريس: «أكتب لأني أحيا، و أستمر في الكتابة، لأني أطمح لحياة أفضل».
* الشاعر محمود درويش: «ربما لأنني متورط في الكتابة بإيقاع لم يسمح لي بالتساؤل، أحيانًا أكتب لألعب، لكن لماذا أكتب؛ ربما لأنه لم تعد لي هوية أخرى، لم تعد لي محبة أخرى و حرية أخرى و لا وطن آخر».
* أكتفي باستعراض هذه النماذج الواردة عاليه من إجابات كبار الكتاب و أطرح عليك قارئي الكريم هذا السؤال الوارد بالعنوان متوقعًا أن تضيف إجاباتك بعدًا جديدًا و مفيدًا. 
أما بالنسة لي؛ فالكتابة عندي عملية هروب من واقعي إلى عالم آخر أرحب و أرحم. الكتابة قناع أداري به مأساتي. أكتب لأثبت أنني ما زلت على قيد الحياة!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم بتاريخ 12/6/2009