سيمفونية
الجوع الكافر: "دعمني يا معلم"!
في
الزمن أبو ٢١ قرن، و في خطوة تتسم بالتهور و الطيش، توجه مواطن أصيل نحو فرن
العيش، بعد أن صلي ركعتين لله، و دعا مولاه، أن يوفقه في مسعاه، و أن يمكنه من
الوصول إلى الشباك، بأقل قدر من الاحتكاك، و دون التعرض للاختناق المؤدي للهلاك، و
أن يقيه شر الاشتباك مع الفاجوميين الأحناك! و ها هو بعد كفاح مستميت، و زغد
بالأذرع، و رفس بالأقدام و الشلاليت، يخرج من المعركة حنتيت، بنصف دستة رغيف حاف
يا محلاه! واحد مسلوق و الثاني محروق؛ فشكر مولاه، أن وفقه في مسعاه ليدخل إلى
ابنتيه نافشا الريش، بعد اعتيادهما عودته قبلا «قفاه يقمر عيش»!...
و قبل أن يغادر المكان، نظر نظرة تحنيس،
للإخوة أعضاء فرقة الجوع الكافر، المتصارعين بالناب و الحافر، أمام الفرن البلدي
بشكل سافر! و إذا بعين حسود، تصيبه في العنقود، بهستيريا الدخل المحدود، حيث وضع
علي رأسه «رغيف»، و علي بطنه «رغيف»، و صاح بصوت عنيف: "دعمني يا معلم"!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم
بتاريخ 23/12/2007 صفحة 14