تعيش
و تأخد غيرها!
لم
يكن في زوجته عيب يذكر، سوى أنها سليطة اللسان، قليلة الحياء، منعدمة الذكاء،
متمردة، شاردة، باردة... أما ما عدا هذا فهي أنثى ـ طبقاً لشهادة الميلاد و بطاقة
الرقم القومي و بإذن الله «شهادة الوفاة»! ـ هي أنثى بناء على التكوين الفسيولوجي
و الجيولوجي و علم الحفريات... هي كائن متحور من الديناصور، يشبه الثور الهائج في
حلبة المصارعة، الفارق أنها تسير على قدمين و هو يسير على أربعة!.
و رغم كل هذا؛ كان صاحبنا دائم الشكوى منها؛
رغم أنها تبذل أقصى ما في وسعها من جهد و بطش، و زغر و زغد، و شتم و ضرب كي تفهمه
أنها تحبه!؛ هذا الحب الذي يدخل من باب «ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب» و لا يخرج من
هذا الباب إلا مهشم الرأس مجبور الساق متورم العينين، مشرفاً على الهلاك؛ فتقابله
المذكورة بابتسامة بلهاء صائحة «موت موت بحبك موت»؛ فتنتابه حالة من الغيبوبة
العميقة لا يفيق منها إلا بعد شهر!...
كان الله في عون تلك الزوجة
المظلومة المقهورة المكبوتة، المسكوت
عن أفعالها خشية التشهير بزوجها في منتديات حقوق المرأة، و مواقع الدفاع عن المرأة
ضد العنف الزوجي، و برامج تأهيل النساء المضطهدات، و الصفحات التي تتحدث عن الظلم
و الغبن و القسوة و الوحشية التي تتعرض لها تلك الزوجة المفترى عليها من قِبل
المرحوم زوجها!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم
بتاريخ ٣/ ١٢/ ٢٠٠٩