جمعية (أكل
الزبيب)!
ليس
كل (الضرب) يصيب و يصدم؛ ففي
لغتنا العربية: ضربت الطير: ذهبت تبتغى الرزق، و ضرب الحاسب كذا في كذا: كرره
بقدره، و ضرب موعداً: حدده و بيّنه، و ضرب الدرهم: طبعه- و الخاتم: صاغه، و ضرب
المثل: ذكر شيئا ليظهر أمره في غيره... و هو من أنواع البديع.
أما فى عادات بعض القبائل الأفريقية؛ إذا
تأهب شاب لخطبة فتاة يكون (الضرب) بمعناه الموجع؛ اختباراً لقدرة العريس على تحمل
الشدائد؛ فيستمر جلد ظهره العاري بالسياط ليلة بطولها، و كلما تحمل، دون أن يتوجع
أو يتألم؛ ابتهجت عروسه و وهبته ابتسامة ساحرة تشجعه على كتم الألم و كظم الغيظ!.
و لأن الحافز يقوي العزيمة، و فقدان الأمل
يصيبها بالوهن، يدخل تحمل بعض العرسان لهذا الضرب المبرح من باب (ضرب الحبيب مثل
أكل الزبيب)، غير أن
كثرة من المضروبين الأحرار يؤثرون التخاذل و الفرار، على ادعاء الصبر و الوقار،
فيفرون بجلدهم قبل طلوع النهار!...
و حيث إن البيوت أسرار؛ فقد ظهرت على جاري
آثار الضرب المبرح بعد ليلة قضاها في شجار مع زوجته المفترية... مما دفعني لعرض
اقتراح تطبيق عادة تلك القبيلة الأفريقية على الزيجات العصرية، قبل أن تقع الفأس في
الرأس...
فمن عجب أن يكون ضرب العريس عندهم قبل
الزواج، و عندنا بعده! و كأن الضرب قدر مكتوب على جبين الأزواج، لابد أن تراه
عيونهم المتورمة و وجوههم المخرشمة!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في جريدة المصري اليوم
بتاريخ 16/8/2010